تصرفات الناس تختلف من شخص إلى آخر ... وأيضا يختلف الناس في استقبالهم لهذه التصرفات والأخلاق ..
وتندرج هذه الاختلافات من خلال درجة الذكاء و السذاجة ( لم أقل غباء لأنها لا تنطبق) وأيضا من خلال درجة حسن النية والخبث عند الأشخاص .. ِِ
محور الموضوع الأساسي هو
مقدرة بعض الأشخاص على تحليل الشخصيات وتصرفات الأشخاص من حوله ومن يتعامل معهم ... والتكهن ما سوف يقوم به الشخص في نفس اللحظة أو مستقبلا
كيف يحصل ذلك !!
فهذا عائد بسبب معاشرته لأشخاص كثر وشخصيات متعددة ومواقف كثيرة جعلت لديه هذه الميزة .. إضافة إلى فطنته في تمييز وتحليل الأمور .. وامتلاكه لحاسة سادسة قوية .. وهي نعمة من الله بالتأكيد.
هي ميزة نعم ولكن سيئة بنفس الوقت فهي تجعل الشخص مهووس بالتحليل والتدقيق .. بحيث ترهقه .. لأن كل كلمة وأي فعل أو موقف ... لها تفسير لديه ... وبما أنها كثيرا ما تصدق ...
فعندما تصدق رؤيته للأمور .. سيعرف الكاذب والمحتال والخبيث والوقح .. بوضوح وهذا شي يؤلم لأن الشخص سيتعرف على عيوب من أمامه بسرعة فصعب عليه التأقلم مع أي شخص وصعب عليه إنشاء صداقات مقربة !!
وهنا أيضا يعتبر المنفذ والمنقذ من الوقوع في شرك الأشخاص السيئين الأخلاق والطباع ..
وبما أنه يستمر في تحليل الشخصيات ولا يستطيع التحكم في ذلك ليش بالضرورة أول انطباع أو فكرة يأخذها عن الشخص هي صحيحة ربما هي العكس تماما ...
وهنا يشعر بالندم والتسرع في الحكم ... ويؤنب نفسه لأنه جعل من نفسه عبقريا بشكل سيؤثر على علاقته مع الناس !!
وبنفس الوقت ممكن أن يكون الانطباع الأولى أو الرؤية غير صحيحة وواضح بالبداية وسرعان ما تتغير وتأخذ طابع آخر بعد اكتمال الصورة ..
في الواقع هو شي معقد يحتاج إلى حياة كاملة حتى أننا لن نعيش العمر كله ولن نلتقي في جميع الأنواع من الناس ولن نقع في جميع الظروف والمواقف ... فبالتالي لن يكون هناك مقياس نثق به ثقة عمياء ...
وأنا أعتبر نفسي من هؤلاء الأشخاص ... فأصبحت متأزمة نفسيا ... لماذا الناس تتصرف بهذا الشكل !! لماذا يتكلمون بهذه الطريقة !؟
على الرغم من أني لم أفعل ما يغضبهم أو يجرحهم !! وتبدأ التساؤلات والحيرة !؟
( إضافة إلى أنني انتقد نفسي بكثير من الأمور)
مع الوقت أدركت ... أن بعض الأشخاص مليئين بالتفاهة والسخافة .... بحيث أنني أشعر بالغثيان بمجرد اعتبارهم جزء من تفكيري ... أو حتى أن أكلف نفسي بالاهتمام لكلمة أو فعل ما قاموا به ..
فهناك النذل والمجنون والمجرم والمتهور ..... والكثير من الصفات ... هل من المعقول أن أقوم بمجاراتهم والوصول لمستواهم !!
أصبحت اعتبرهم شخصية مهزوزة ومختلة التوازن .... أصبحت أشفق عليهم .. بعضهم يعاني النقص والآخر يعاني الاضطهاد .... والله اعلم ما كان يعانيه بالسابق وما هي ظروفه .. !!
وبنفس الوقت احترفت وتعلمت كيفية استجابتي لأفعال الناس وإخفاء رد فعلي أمامهم .. والتصدي لها أيضا ..
فلكل فعل ----> رد فعل
وهذا ما يتوقعه الفاعل بالمفعول به.... وسيتلذذ عندما يصل إلى استجابة المفعول به بالشكل المطلوب ..
مثال :
بعض الأشخاص ( ألعن ما خلق ربي) ... تقذف بالكلام وتنظر في عينيك لترى تقبلك لها .. وهي هنا تريد انفعال منك وتبرير ... لاعتقادها بأنها قامت بالضغط عليك وضربتك بالوتر الحساس ....
ولكن نصيحتي لكم ... عندما يقوم شخص بإحراجك في شي ما أو مناقشتك في موضوع يخص شهادتك شكلك لباسك أو أي شي يتعلق بك ....
لا تبرري ... فلست ملزومة بذلك .. لأنها هنا شوف تضحك وتقول في سرها ( أي رقعي رقعي ) .. بالتالي ليس هناك فائدة للكلام معها ...
والطريقة السليمة هي أن تبتسمي وتقولي " نعم صحيح كيف عرفت ذلك .. سأحاول تصحيحه مستقبلا " أو " بالضبط ... حقا أنك دقيقة الملاحظة " أو " الله كريم .. هذا حال الدنيا "
وهنا أنتي وضعتها في موقف حرج ... لم تتوقع هذا الرد .. !!
فهي تريد أن تسمع وترى رد فعل تريد أن تتقصى الأمور ... وهنا تدريجيا ستتعلم أنت كيف أنك لن تعطي الشخص ما يريد التوصل إليه بخبثه ...
وليس المطلوب هنا السكوت عن ما قد يقوم به شخص أو يقوله ليجرحك ... ولكن بذكاء لابد أن تعرف أن تتصدى لهذا الشي ...
كما ذكرت بأن هناك بعض الأشخاص لابد من تجاهلهم .. وعدم الوصول لمستواهم ..
حتى أن هذا الأمر سيلاحقك وأنت بالطريق تسير في سيارتك ... سترى ( المطيور ) و ( الحاقد) و أي مصيبة ممكن أن يسببها لك حتى إنك لا تعرفه ولم تصادفه بحياتك !! ممكن أن تعدي على خير وممكن أن يسبب لك الألم والضرر وسيمضي بطريقه وكأنه شي لم يكن !!
وستقول بسرك إن لله وأنا إليه راجعون ....
ولكن هناك أشخاص مقربين ونحن مضطرين التعايش معهم وملاقاتهم ... وهم يعتمدون هذا الأسلوب !!
وهنا لابد أن يكون هناك حد ... حتى يكون الكل أخذ نصيبه :)
مثال :
عندما ترين شي لا يسرك فأنك لا تتكلمين لان الناس أذواق تحتفظين برأيك لنفسك خشية إحراج من معك ..
ولكن من معك لا تعترف بهذا المبدأ ... تعتقد نفسها خبيرة التجميل ومصممة الأزياء والشخص ذو التجارب والخبرات والنصائح الذهبية و ( أبو الفهامية) التي لا بد أن تصدق ..!!
وهي بالواقع لو بحثنا عن الأخطاء السبع لوجدناها بالعشرين ..!!
وهنا ويأسفني قول ذلك لابد أن تعطيها وتعرفيها على بعض من الأخطاء والعيوب التي بها .... لتكون بمثابة ( الطراق ) لها .. لتتعقد قليلا وتتوب عن أفعالها المشينة :)
هناك أفعال معينة أنت لا تفعلها ولكن الناس تفعلها .... فيصيبك الضيق لماذا هذا الشخص يقوم به معك !! ... ولكن هناك أشخاص لا يدركون أو يعون مدى سوء هذا الفعل إما لتربية ما أو ( طبع خايس) وكثير من الأحيان عندما تفاتحهم بهذا الموضوع يبادرون بالأسف وصفاء النية ..
و بهنا أنجزتي المهمة وقلتي لها " أرجوك يكفي "
عامل الناس كما تحب أن يعاملوك ... وإذا أخطأت بيوم أو زل لسانك ... تأسف .. عندما تقول : " أنا متأسف " على فعل أو قول ما فهو شجاعة وليس ضعف ...
حاول وتدرب على أخذ الأمور بسلاسة وروية ... فبالنهاية لن ( تغث ) إلا نفسك ... تعلم على ( تطنيش ) الأمور والتصدي لها بذكاء تام ....
وشكرا ،،،