كان هناك أمراه أمريكية الأصل لديها كلب تربيه وفي فترة من الفترات رفض هذا الكلب الأكل فكانت تحاول إقناعه ولا جدوى من محاولاتها ، وكانت تشعر بالأسى عليه فجاءت بفكرة لتحاول تشجعيه على الأكل بحيث تأكل من طعامه ( الطعام الخاص بالكلاب ) ثم تحاول إطعامه بعدها فتشجع الكلب على هذه الطريقة تأكل من طعامه وتعطيه .
بعدها تم نشر تحذير من الشركة بشأن هذه النوعية من الأطعمة الخاصة بالكلاب بأنها سامة، فماذا حدث ؟
أصيبت المرأة والكلب بالمرض والتوعك الصحي ونقلا للمستشفى !!
ما الحكمة من هذه القصة ؟
هو بالواقع مثال بسيط للحياة الأمريكية المأساوية ... لماذا تتعلق امرأة لهذا الحد بكلبها لدرجة تأكل من طعامه .. !!
لو نعيد النظر في حياتهم الاجتماعية والأسرية لنراها تخلو من الحنان والمشاعر وتتصف بالبرود ..
- الطفل منذ الولادة ينام في غرفة منفصلة عن والديه ..!!
- الابنة أو الابن في 16 من عمره ينفصل عن أهله ويقطن في مسكن خاص فيه..!!
- يتشاركون مشاكلهم الشخصية والاجتماعية.. بشكل يتصف بالمهزلة بالبرامج التلفزيونية والمقابلات العامة أمام جميع المشاهدين بدون حياء ..!!
فأنه حسب إحصائية مجلة (يو اس نيوزاند وورلد ريبورت) 1985: 92 مليون عدد الكلاب والقطط الأليفة في الولايات المتحدة الأمريكية ، 8 مليار دولار مصروفات الحيوانات الأليفة ، ويوجد فنادق للحيوانات في ولاية اللوينز ومطاعم ، 394 دولارا للقبر الواحد للكلاب أو القط في مقبرة ايلم لون مومريال ، 180 دولارا للنعش
هل لهذه الدرجة هم تافهون !!
فمن ليس لديه حياة أسرية متكاملة بأفرادها وحبها ومشاعرها الصادقة ويرى أن أفرادها بعيدين كل البعد عنهم متى ما احتاجوا لهم .. فمن هو القريب منهم سوى الكلب أو القطة !!
فبالتالي يتعلقون بحيواناتهم بشكل كبير ويثير الشفقة بالفعل ..
أصاب بالذهول عندما أجول في عالم الإنترنت وتصادفني بعض المواقع الإلكترونية المريضة والتي لا هدف منها سوا الجنون .... وكلها نتاج الغرب !!
وأتعجب عندما أسمع عن شبابنا بعد الانتهاء من دراستهم بالخارج يتمنون بل يموتون شوقا ولولا الأهل لقاموا بالعيش هناك وربما الزواج من غير كويتيه أيضا !! " بالذمة على شنوووووووووو "
وبالفعل الكثير منهم يعيش هناك ولم يهتم لأسرته !!
والسبب دائما أن الحياة هناك بسيطة ولا أحد يتدخل في شؤون أحد !!
" لان الله خير كل شي عندهم سمردحة "
فمنذ فترة قصيرة سمعت عن برنامج للمحادثة عن طريق الأبعاد الثلاثية يطلق عليه imvu وفكرة هذا البرنامج هو خلق جو خيالي وتعيش هذا الجو... أنشأت لي أسم مستخدم لأعرف فكرته .. ولم يجذبني كثيرا
وفي الواقع حزنت كثيرا لفكرة هذا البرنامج .. فهذا البرنامج يجعلك تختار شكلك المناسب وتستطيع شراء الملابس وتجمع النقاط للتسوق وشراء منزل وشراء يخت والتعرف ومصادقة أي شخص كان حتى أنك تستطيع الزواج وأيضا ممارسة الجنس !!!!!!!
وهناك قبول ومشاركات كبيرة من شبابنا من كلا الجنسين للمشاركة به
لماذا أصبح الوقت يلغي الالتزام والمسؤولية والمشاعر الصادقة والحب والتمتع بالحياة بمعانيها الصحيحة !!
هل هذا البرنامج فعلا يشبع الجانب الغريزي والفطري بالإنسان !!
هل عندما تحتاج للطرف الآخر والحب والرومانسية .. هذا يعتبر كافي أو ربما مثلما يقال بالعامية تصبيرة ..!!
فالبعض يأخذ هذا البرنامج للضحك والتجربة لا غير .. ولكن البعض الآخر يأخذه بجديه تامة ويعيش كل اللحظات بحيث أنهم يهدرون المال عليه...!!
فهذا البرنامج يقتل روح المغامرة، الطموح، الجدية، المصداقية..... إلخ
هذا كله بسبب الملل والفراغ القاتل وعلى الرغم من توافر الوقت فقد أصبحت الناس تبحث عن الأمور السهلة والسريعة !
لا اعلم إن كنت أبالغ .. ولكن هذا رأيي بالموضوع ..
تحياتي