الزواج .. هو علاقة مشروعة مقدسة .... يكمل الإنسان بها نصف دينه ... وهي علاقة يشبع الإنسان بها احتياجه للحب والحنان ومشاعر الأمومة والأبوة والانتماء الأسرى ولا شك أيضا شهوته الغريزية ..
الزواج ليست علاقة لابد من حدوثها إنما مسألة قسمة ونصيب ... بمعنى ليس كل من انتهت به الحياة بيوم من الأيام كان متزوج !!
لماذا !! وكيف !! هذا من علم ربي و مشيئته ...
اللهم لا اعتراض
رغبات الإنسان تختلف من شخص إلى آخر ... وتختلف من رجل إلى امرأة ..
هناك من يريد الزواج ويتمناه .... وهناك من يرفض لأسبابه الخاصة ..... وهناك من يدعي عدم رغبته بالزواج وهو يريد العكس .....
هل من العيب أن تأكدي رغبتك بالزواج ... !!
هل من الحرج أن تتكلمي بصراحة برغبتك بالزواج !!
وطبعا هذه الأسئلة موجهة للفتاة وليش الشاب ....
للأسف أقولها بالفم المليان ( نعــــــــــــــــــــــــــــم)
لماذا ما الخطأ في ذلك !؟
فأنا فتاة حالي ككل الفتيات أرغب بزوج وأبناء وأسرة .... أكبر يوم بعد يوم وأصبح سني سن زواج ... فما العيب !!
عندما تكبرين وتكبرين ...... ولم توفقي بالزواج .... أصبحت عانس ( والتي يختلف تقييمها من شخص إلى آخر )
رغم جمالك وأخلاقك وتقدم الكثيرين لك ولم يكتب النصيب .... أيضا أنتي عانس ..!!
عندما تكونين ناجحة ... ومتعلمة ولا تحتاجين إلى شي وأنتي بقمة زهوك ... أيضا أنتي تعتبرين عانس !!
و كونك تريدين الزواج وتقولين هذا الشي بدون خجل .....
فيا عزيزتي عليك تحمل الآتي :
نظرة الناس لكي بشفقة .... وكأنك ( البنت المسكينة الفقيرة ذات الحظ العاثر ) ... وفي كل مناسبة وفرح .. من عيونهم تقرئين أفكارهم .. لتأتي امرأة تلقي عليك السلام بحرارة تعتصر قلوبها مصحوبة بعناق عنيف تقول بكل أسى ( الفال لكي يا ابنتي ) أو ( الله يعطيج) ...
وكأنك ( متسولة على باب الله )
الغريب في ذلك أن هذه المرأة لم تعتاد على قول هذا الكلام لكي .... سبحان الله من بعد ما زوجت بناتها .... وكأنها حملت همك ... والآن قد حان دورك ..!!
والمضحك أن هذه المرأة بناتها كانوا من النوع الذي قد ضربوا الرقم القياسي ... برغبتهم القاتلة بالزواج .... والرقم القياسي أيضا من ناحية عدد اتصالهم بالخاطبات !!
وكانوا يحترقون ويحترقون عند رؤية إحدى صديقاتهم .. قد تزوجت .. ويتحسرون على أنفسهم ...
حتى أنهم يبدؤون بالتكلم عن عيوب هذه البنت المتزوجة وكم هي ليست جميلة وماذا كانت سمعتها وينتقدونها ويخرجون كل ما فيهم من حقد !!
فبالتالي هذه النوعية من الفتيات .... بعد أن يأتي نصيبها و تتزوج ... قد أصبحت " الملكة " ....
ويصبحنا غيرها من ( الغير متزوجات) .... هم الجاريات !!
وتتذكر نفسها عندما كانت تتحسر وتتحسر ...فتعتقد أن الناس كمثلها بالنفس الدنيئة !!
وتبدأ بالحركات كأنها المخلوقة الوحيدة التي تزوجت .... ربما يقول البعض لماذا يأخذنها الفتيات بهذه الحساسية .... هل لأنها لم تتزوج والأخرى سبقتها !!
لكن الفرق واضح ... والتعبيرات والأسلوب تبين نية الشخص وماذا يقصد ..
فتقوم بمحاولات استهزاء وخباثة منها .... وتستغل هذا عن طريق المعرفة والصداقة القديمة بينكم ...
فتقول : " مازلت تريدين الزواج حتى الموت " .... " أين هم خطابك !"
و
الواقع هو أن رغبتك بالزواج كانت طبيعية بالنسبة لرغبتها القاتلة ..!!
فتقولين بسرك " الله يا الزمن نسينا ما كلينا !!"
ودائما تعتقد أنك حسودة على الرغم ... من أنك فرحتي لها أشد الفرح ... ووقفتي معها أكثر الوقفات كأخت ... وتتمنين السعادة لها من كل قلبك ...
لكن ماذا أقول غير " كلن يرى الناس بعين طبعه "
وأيضا تحملي وجود النساء الذي يطلق عليهم " السوس "
عندما يسألون الأسئلة الغبية :
- متى ستتزوجين !!
- ألا يأتي أحد لخطبتك !!
- لماذا لم تتزوجي حتى الآن !!
فيبدأ الناس بقذف الخطاب إليك .... أيا كانت حالته .... وبمعنى أصح ( حالته كسيفة) وكثير ما يحدث أن هؤلاء الخطاب قد تقدموا لبناتهم فتم رفضهم ...
فتصدقوا به عليك .... على الرغم من أنه لا يتوافق معك وأنتي أفضل منه بكثير !!
متناسين الكثير من الصفات والمميزات بك .... لأنهم يعتقدون أنك عانس .... كونك لم تتزوجي حتى الآن وأنه لم يتقدم لكي أحد... !!
مستبعدين أيضا أن كونك عازبة حتى الآن عائد على ترويك وتأنيك في اختيارك كون كل من تقدم لكي ليس من هو الشخص المناسب ليكون شريك حياتك ...!!
وبكل وقاحة تمدح وتثني هذا الشخص وتحاول إقناعك على الرغم من حالته إلا انه خير الأزواج ..!!
ويعتقدون بعض الناس أن كل الفتيان ( مشافيح ) مثل بناتهم ...!!
المؤلم والمبكي ..... عندما تتزوج إحدى صديقاتك العزيزات ... والتي تحبينها جدا وتتمنين السعادة لها وكنت مرشد ومنصح وعون وملاذ عند الحزن والضيقة ...
وكنتم تتسلون ولكم العديد من الذكريات .... وكل واحدة تشكي للأخرى وتعلن عن رغباتها وماذا تريد وتتمنى .... وتتحاورون بمدى رغبتكم بالزواج ...
وكنتي تخبرينها برغبتك بالزواج .. لأنها تفهمك .. ولأنها صديقتك العزيزة ..
ولو أتى موعد زواجها ... لكنتي أول الفرحين بذلك .... وتهمين بمباركتها وعناقها ... من سعادتك ومشاركتك لهذه المناسبة معها ...
فجأة تأتيك رسالة هاتف منها ....
تقول :
" آنا ملجتي اليوم "
وعندما ذكرت في بداية هذا الموقف (المؤلم والمبكي) ليس تحسر على حظك وكونها تزوجت قبلك !!!
بل ...
حسرة على كل سنوات الصداقة التي مرت وتجمعك بها .....
وهذا لا يعني إلا شي واحد ؟
كأن صديقتك تقول لكي :
إنك شخص عادي بحياتي .... وحتى لو لم أخبرك فلن يوجد أية مشاكل ...
وكوني تزوجت قبلك ..... وأنتي ترغبين بالزواج ..... ومدى معرفتي بذلك ...
فأنتي هي العانس الآن .. فلابد من حماية نفسي من حسدك و غضبك على حالتك .... !!
قال الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- " اقضوا حوائجكم بالكتمان "
حسنا حتى لو كنت قريبة منها وهي شخص عزيز علي .....
تقولين من حقها فهي حريصة على نفسها ... والإنسان أحيانا يحسد نفسه ... وهذا شي وارد ..
وتقولين أيضا إن كانت لا تريد دعوتي فربما أنا شخص غير مهم وعقد قرانها كان للعائلة فقط .....
فتعذرينها بذلك .....
لكن أن تخبرك بخبر عقد قرانها بهذه الطريقة حيث كان بإمكانها الاتصال بك ...!!
تسترجعين الأيام والمواقف وكل فترات هذه الصداقة .... وتتساءلين ...
ماذا فعلت لأستحق ذلك !!؟؟
والإجابة هي :
.
.
.
.
.
.
( ضريبة كونك تمنيت الزواج ورغبتي به )